ومن لي بذلك.

قال: فتقدم إلى الفرس، فوضع يده على جبهته، حتى انتهى إلى مؤخره وقال: «أقسمت عليك أيتها العلة، بعزة عزة الله وعظمة عظمة الله، وبجلال جلال الله، وبقدرة قدرة الله، وبسلطان سلطان الله، وبلا إله إلا الله، وبما جرى به القلم من عند الله، وبلا حول ولا قوة إلا بالله، إلا انصرفت» .

قال: فوثب الفرس فانتفض فأخذ بركابي وقال: اركب.

فركبت ولحقت بأصحابي فقلت: ما هذه نصفة أخلي رجلا في بلد العدو إلا أردفته ورائي.

ثم قلت: إن الذي أراني من بركته قادر أن يسلمه.

فلما كان في غداة غد ظفرنا بالعدو، فإذا هو بين أيدينا يدلنا على الذخائر، ويحذرنا من العدو، ويسهل علينا الصعائب.

فقلت: ألست صاحبي بالأمس؟ فقال: بلى.

قال: فقلت: سألتك بالله من أنت؟ قال: فوثب قائما، فاهتزت الأرض تحته خضراء، فإذا هو الخضر صلى الله عليه وسلم.

قال ابن المبارك: فما قلت هذه الكلمات على عليل إلا شفي إلا أن يحضر أجله.

كتب عليه أبو بكر بن مجاهد رحمه الله في حاشية كتابه: «جيد شريف» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015