فيا مالكي ما ضرّ لو كنت شافعي ... بوصلك فافعل بي كما أنت فاعل

فإني حنيفي الهوى متحنبل ... بعشقك لا أصغي وإن قال قائل «1»

كمال الدين بن النبيه:

الله أكبر كلّ الحسن في العرب ... كم تحت لمّة ذا التركي من عجب

صبح الجبين بليل الشعر منعقدّ ... والخد يجمع بين الماء واللهب «2»

تنفّست عن عبير الراح ريقته ... وافترّ مبسمه الشهدي عن حبب

لا في العذيب ولا في بارق غزلي ... بل في جنى فمه أو ريقه الشنب «3»

كأنّه حين يرمي عن حنيته ... بدر رمى عن هلال الأفق بالشهب

يا جاذب القوس تقريبا لوجنته ... والهائم الصبّ منها غير مقترب

أليس من نكد الأيام يحرمها ... فمي ويلثمها سهم من الخشب

من لي بأغيد قاسي القلب مبتسم ... لا عن رضا معرض عني بلا غضب

فكم له في وجود الذنب من سبب ... وليس لي في قيام العذر من سبب

تميل أعطافه تيها بطرّته ... كما تميل رماح الخط بالعذب «4»

أشار نحوي وجنح الليل معتكر ... بمعصم بشعاع الكأس مختضب

بكر جلالها أبوها قبل ما جليت ... في حجر لدن أو في قشرة العنب

البها زهير:

يعاهدني لا خانني ثم ينكث ... وأحلف لا كلمته ثم أحنث

وذلك دأبي لا يزال ودأبه ... فيا معشر العشاق عنّا تحدثوا

أقول له صلني يقول نعم غدا ... ويكسر جفنا هازئا بي ويعبث

وما ضرّ بعض الناس لو كان زارني ... وكنّا خلونا ساعة نتحدث

أمولاي إنّي في هواك معذّب ... وحتّام أبقى في الغرام وأمكث

فخذ مرة روحي ترحني ولا أرى ... أموت مرارا في النهار وأبعث

فإنّي لهذا الضيم منك لحامل ... ومنتظر لطفا من الله يحدث

أعيذك من هذا الجفاء الذي بدا ... خلائقك الحسنى أرقّ وأدمث

تردّد ظن الناس فيّ فأكثروا ... أحاديث فيها ما يطيب ويخبث

وقد كرمت في الحبّ منّي شمائل ... ويسأل عني من أراد ويبحث

النابلسي:

ما كنت أعلم والضمائر تصدق ... أن المسامع كالنواظر تعشق «5»

حتى سمعت بذكركم فهويتكم ... وكذاك أسباب المحبّة تعلق

ولقد قنعت من اللقاء بساعة ... إن لم يكن لي بالدوام تطرّق «6»

قد ينعش العطشان بلّة ريقه ... ويغص بالماء الكثير ويشرق

فعسى عيوني أن ترى لك سيدي ... وجها يكاد الحسن فيه ينطق

أبو الحسين الجزار:

في خده من بقايا اللثم تخميش ... وبي لتشويش ذاك الصدع تشويش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015