ولقد فهم أئمة الدعوة - رحمهم الله - فهماً مبنياً على اليقين الجازم، والصدق اللازم، المتغلغل إلى سويداء القلوب والنفوس حقيقة الربانية فالتزموا بها في دعوتهم وعلمهم وعملهم، فكان لدعوتهم الأثر المبارك؛ وإن مما قرره أئمة الدعوة في ذلك؛ أنَّ الربانية ليست حديثاً يفترى، أو فتوناً يتردد، لقد أوضحوا وبينوا أنها ربانية في الوسيلة والغاية، كما قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015