ب- تهذيبي:

تهذبت بالمدارس الخاصة التي كبدت والدي بالمصروفات الكثيرة، واجتزت مرحلة الإبتدائي بتفوق. فمرحلة الثانوي، حتى كانت الغارات النازية سنة 1940 التي دفعت بأهل الإسكندرية إلى الهجرة طلباً للنجاة من أهوال الحرب العالمية الثانية. وكنت من أبناء الحركة الكشفية، ثم حركة الجوالة، مما أتاح لي الفرص الطيبة للتعرف على مختلف البيئات والعقائد والأديان "الإسلام واليهودية والنصرانية"، وتقاربت الأفكار بيننا تقارباً يوحيه إلينا مبدأ الكشافة الذي يقضي بأن كل الناس أخوة، وأن رسالة الله على الأرض السلام، وعلى الأخوة أن يتمتعوا بالسلام ويدعوا له. غير أن أهوال الحرب قد قهرتنا على أمرنا، فهاجرت إلى أسيوط، والتحقت بكلية أسيوط الأمريكية لاستئناف دراستي الثانوية حيث أتممت بتفوق مرحلة الثقافة فالتوجيهي، وحصلت على دبلوم كلية أسيوط سنة 1942م وهو يعادل الشهادة التوجهية في حفل مهيب يعقد لهذا الغرض، ويطلق عليه حفل تسليم الدبلومات للخريجين.

وفي كلية أسيوط استطعت استغلال الوقت كله في الإطلاع والبحث العلمي في مكتبة الكلية الزاخرة بمختلف أنواع الكتب الإنكليزية والعربية وأحدث المؤلفات وأقومها.

ج- ممارستي للحياة العملية:

لقد أصبح المرسلون من يوم أن نزلت بكليتهم بأسيوط بمثابة أولياء الأمر. وسرعان ما أتاحوا لي فرصة لخدمة الجيش الأمريكي بمصر من سنة 1942 إلى 1945م في سلاح الصيانة. حيث عملت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015