الحديث ورَدِّهِ، ولذا جعله ابن المبارك بمثابة القوائم فقال: بيننا وبين القوم القوائم - يعني الإسناد - ومعناه كما يقول النووي: إنْ جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه، وإلاَّ تركناه، فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد، كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم (?)، وقال ابن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (?). وقال الحاكم: فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له، وكثرة مواظبتهم على حفظه، لدرس منار الإسلام، وَلَتَمَكَّنَ أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث، وقلب الأسانيد، فإنَّ الأخبار إذا تعرَّتْ عن وجود الأسانيد كانت بتراء (?). وقال الشافعي: مثل من يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل، ربما احتطب في حطبه أفعى (?).

والأُمَّةُ الإسلامية أُمَّةُ الإسناد، وتلك حقيقة لا تحتاج إلى بيان (?)، ومن أراد معرفة ذلك فليرجع إلى ما كتبه ابن حزم في وجوه النقل عند المسلمين وغيرهم (?)، وما ذكره أبو بكر محمد بن أحمد، ومحمد بن حاتم بن المظفر (?)، وما ذكره أحد فلاسفة الهنود الذي أسلم عندما أدرك أنَّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي له تاريخ محفوظ (?).

بداية استعمال الإسناد:

كان الصحابة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - إذا رَوَوْا الحديث عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَدَّوُرهُ بعبارة تشعر بتَحَمُّلِهِ (?)، وقد تكون صريحة في أخذه عن الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مباشرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015