وجامعة فلورنسا 1321 باللغات الشرقية، والجامعة الغريغورية 1553 باللاَّهوت، والحق والقانون الشرقي والدراسات الإسلامية (?) .. وأصبح الرُهبان يُشَكِّلُونَ طلائع الاسْتِشْرَاق بصفة عامَّة.
وأما إنجلترا فقد تهيَّأَ لِلْمُسْتَشْرِقِينَ فيها ما لم يتهيَّأ لغيرهم، حيث امتدَّت الاتصالات العلميَّة والاقتصاديَّة، ثم الاستعماريَّة في الأندلس، ثم الهند والعراق ومصر وفلسطين، فكانت سبيلاً للاتصالات الثقافية والاحتكاك المباشر بالمسلمين وعلومهم (?). ومن ثم نشأت حركة استشراقية واسعة، تتمثَّل في إنشاء كراسي للعربية والدراسات الشرقية في جامعاتها، مثل جامعة أُكسفورد 1167 وجامعة كمبريدج 1257 وجامعة لندن 1828 وجامعة درهام 1838وجامعة فكتوريا 1880 وجامعة ليدز 1884 وجامعة ويلز 1893 وجامعة ليفربول 1903وجامعة بريستول 1909، كما أنشأت المكتبات والمجلاَّت الشرقية المُتَخصِّصَة.
وهكذا كانت نشأةُ الاسْتِشْرَاقِ.
وأما عن مراحل كتابة المُسْتَشْرِقِينَ فهي ترجع في عمومها إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الطلائع.
المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد سقوط غرناطة.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد سقوط الخلافة الإسلامية.
ويطول بنا الحديث لو حاولنا ذكر معالم كل مرحلة (?).
وبحلول القرن الثامن عشر بدأ الغرب في استعمار العالم الإسلامي،