مِن الشِّقِّ الآخَرِ، حَتَّى أَتَى مُحسِّر فَحَرَّكَ قَلِيلًا، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الوسُطَى الذي يُخْرِجُكَ عَلَىِ الجَمْرَة الكُبرى، حَتَّى أَتَى الَجَمْرَةَ التِّي عنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكبُرِّ مَعَ كُلِّ حَصَاةِ مِنْهَا مِثْلَ حَصَى الخَذْفَ أَمَامَ بَطْنَ الوَادِي، ثمَّ انْصَرَفَ إلى المَنْحَرِ فَنَحَر ثَلَاثَةً وسِتِّينَ بُدْنَةً بِيَدِه، ثُمَّ أَعطَى عَلِيًّا فنَحَر مَا بَقِيَ، وأَشرَكَهُم في هَدْيه، ثُمَّ أَمَرَ مَنْ كُلَ بُدْنَةٍ بِبَضْعَة فَجُعلَتْ في قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلا مِنْ لحُومِهَا، وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى البيتِ، فَصَلَّى بمَكَّةَ الظُّهْرَ، فأَتَى بَنِي عَبْد المُطَّلبِ وَهُم يَسْتَقُونَ عَلَى زَمْزَمٍ، فقالَ: انْزِعُوا يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ (?)، ولَوْلَا أن يَغْلِبَكُم النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُم لَنَزَعْتُ مَعَكُم، فَنَاوَلُوُه دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ (?).
...
قالَ الزِّيَادِيُّ: السَّنَةُ العَاشِرَةُ فِيهَا مَاتَ إبْرَاهيمُ ابنُ رَسُولِ اللهِ يَوْمَ الثُلَاثَاءِ لِعَشرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، في بَنِي مَازِنٍ، وَهُو ابنُ ثَمَانِيةَ عَشَرَ شَهْرًا، وغَسَّلَهُ الفَضلُ بنُ العبَّاسِ، وصَلَّى عَلَيْه رَسُولُ اللهِ - صلى اللهِ عليه وسلم - بالبَقِيعَ، ونَزَلَ قَبْرهُ الفَضْلُ بنُ العبَّاسِ، وأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وكانَ أَبْيَضَ مُسَمَّنٍ، كَثِيرَ الشَّبَه برَسُولِ اللهِ، وقِيلَ: ابنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا.
وفِيهاَ مَاتَ أَبو عَامِرٍ الرَّاهِبُ بأَرْضِ الرُّوُمِ.
وقالَ عَمْرو بنُ عَلِيٍّ: وُلِدَ أَبو عَبْد المَلِكِ مُحمَّدُ بنُ عَمْرو بنِ حَزْمٍ بِنَجْرَانَ سنةَ عَشْرٍ مِنَ الهِجْرَةِ.
...