المَبْحَثُ الخَامِسُ مَذْهَبُهُ الفِقْهِيِّ، وعَقِيدَتُهُ
1 - مَذْهَبُهُ الفِقْهِيِّ:
كانَ أَبو القَاسِمِ فَقِيهًا حَافِظًا لِمَذْهَبِ الإمَامِ أَحْمَدَ، كَمَا هُو حَالُ أَهْلِ بَيْتهِ، ولَكِنَّهُ لمْ يَكُن مُتَعَصِّبا لِمَذْهَبهِ، بلْ رُبَّما خَالَفَهُ، واخْتَارَ مَا يَرَاهُ مُوَافِقًا لأَهْلِ الحَدِيثِ والسُّنَّةِ، وهَذه غَايةُ كُلِّ مُتِّبِعٍ، أنْ يَدُورَ مَعَ الحَقِّ حَيْثُما دَارَ، دُون التِفَاتٍ إلى مَنْ قالَ بهِ، ومَنْ لمْ يَقُلْ.
وإليكَ مِثَالًا يَدُلُّ عَلَى التِزَامِ أَبي القاسِم بالسُّنَّةِ ومَا يَرَاهُ مُوافِقًا للدَلِيلِ، قالَ شَيْخُ الإسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ: إنَّ أَبا القَاسِمِ بنَ مَنْدَه كانَ مِنَ الأَصْحَابِ، وكانَ يَذْهَبُ إلى الجَهْرِ بالبَسْمَلةِ في الصَّلَاةِ، وذَكَرَ أنَّهُ مِمَّنْ كانَ يَذْهَبُ مِنَ الحَنَابلةِ إلى تَرْكِ صَوْمِ يَوْمِ الشَّكِّ (?).
2 - عَقِيدَتُهُ:
كانَ أَبو القَاسِمِ عَلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعةِ (?)، وكانَ حَرِيصًا على نَشْرِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، وإظْهَارِ زَيْفِ مَا سِوَاهَا، شَدِيدًا عَلَى المُخَالِفِينَ عَنِ