قالَ المُهَلَّبِيُّ: فَسَارَ إليه مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ في أَهْلِ الجَزِيرَةِ، يُرِيدُ مُحَارَبَتَهُ، فَوَجَّه إليهِ إبْرَاهِيمُ بنُ الوَلِيدِ سُلَيْمَانَ بنَ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ على أَنَّهُ وَلِيُّ عَهْدِه، فَلَقِيَهُ مَرْوَانُ بِعَينِ الجَسْرِ، فَهَزَمهُ، وهَرَبَ سُلَيْمَانُ بنُ هِشَامٍ.
وخَلَعَ أَهْلُ دِمَشْقَ إبْرَاهِيمَ بنَ الوَلِيدِ حِينَ [بَلَغَهُم هَرَبُ] (?) سُلَيْمَانَ، وبَايَعُوا لِمَرْوَانَ، فكَانَ بينَ مَوْتِ يَزِيدَ النَّاقِصِ وخَلْعِ أَخِيه إبْرَاهِيمَ بنِ الوَلِيدِ سَبْعُونَ لَيْلَةً، فَلَا يُعَدُّ خَلِيفَةً.
وقالَ الخُطَبِيُّ: وقدْ كانَ الوَلِيدُ بنُ يَزِيدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ في خِلَافَتهِ عَقَدَ العَهْدَ بَعْدَهُ لابْنَيْهِ: الحَكَمَ وعُثْمَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ الوَلِيدُ بنُ يَزِيدَ ووَلِيَ يَزِيدُ بنُ الوَلِيدِ حَبَسَهُمَا، وقِيلَ: قَتَلَهُمَا في السِّجْنِ، وكانَ يَزِيدُ بنُ الوَلِيدِ حِينَ وَلِيَ الأَمْرَ عَقَدَ العَهْدَ بَعْدَهُ لأَخيهِ إبْرَاهِيمَ بنِ الوَلِيدِ، ثمَّ لِعَبْدِ العَزِيزِ بنِ الحجَّاجِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ مِنْ بَعْدِه، فأَمَّا إبْرَاهِيمُ فَوَلِيَ أَيَّامًا، وأَمَّا عَبْدُ العَزِيزِ فَقَتلَهُ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ وصَلَبهُ بِدِمَشْقَ.
وقِيلَ: وَلَدُ الوَلِيدِ: الحَكَمُ وعُثْمَانُ، يُقَالُ لَهُمَا: [الحَمْلَانِ] (?)، وكانَ بَايَعَ لَهُمَا، فَقُتِلا مَعَ أَبِيهِما.
* وفِيهَا قَتَلَ أَهْلُ حِمْصَ أمِيرَهُم عَبْدَ اللهِ بنَ شَجَرةَ الكِنْدِيَّ (?).