إِن علم الحَدِيث وتفهم مَعْنَاهُ هُوَ علم عذب المشرب رفيع الْمطلب متدفق الينبوع متشعب الْفُصُول وَالْفُرُوع فَهُوَ علم رفيع الْقدر عَظِيم الْفَخر شرِيف الذّكر لَا يعتني بِهِ إِلَّا كل حبر وَلَا يحرمه الا كل غمر وَلَا تفنة محاسنه على ممر الدَّهْر إِذْ بِهِ يعرف المُرَاد من كَلَام رب الْعَالمين وَيظْهر الْمَقْصُود من حبله الْمُتَّصِل المتين وَمِنْه يدْرِي شمائل من سما ذاتا ووصفا وإسما وَحسب الرَّاوِي للْحَدِيث شرفا وفضلا وجلالة ونبلا أَن يكون أول سلسلة اخرها الرَّسُول والى مقَامه الشريف بهَا الِانْتِهَاء والوصول يَقُول الامام الْخَطِيب فِي مُقَدّمَة الْكِفَايَة أما بعد فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى أنقذ الْخلق من نائرة الْجَهْل وخلص الورى من زخارف الضَّلَالَة بِالْكتاب النَّاطِق وَالْوَحي الصَّادِق المنزلين على سيد الورى نَبينَا مُحَمَّد الْمُصْطَفى ثمَّ أوجب النجَاة من النَّار وَأبْعد