السلاح، يعملون ذلك في صدور أيامهم، ويتصرفون في أعجازها إلى منازل فيّاحة، فيها البساتين والمياه الجارية والعيش الرغد.
وكان أهل البلد في نفوسهم على هذه الصفة من ركوب الخيل والعمل بالسلاح ليس فيهم من يعجز عن ذلك ولا يتخلف عنه، حتى أن دور المتاجر الدنية والصنائع الوضيعة كانوا يلحقون بالطبقة العليا في الفروسية والشجاعة وارتباط الخيل وإعداد السلاح.
وكانت غزواتهم تتصل، ومن الغنائم والمقاسم لهم معيشة لا تنقطع.
فأمّا أهل البلد، فكانوا من سائر أقطار الأرض بخلق حسن وألوان صافية، وفيهم رقيق وأجسام عبلة، والأغلب على ألوانهم البياض والحمرة والسمرة الصافية. وكان في أكثرهم جفاء وغلظة على الغريب، إلا من كان منهم قريب عهد بالغربة، وكذلك الشحّ كان فيهم فاشيا إلّا في الغريب، وغلب على السوقة والمستخدمين قوم من الخوز «186» وسفلة العجم. ومن كانت فيه فسولة عن الحرفة، وكسل عن طلب المعاش فأظهروا زهدا وورعا، وأعلنوا بالنصب «187» ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر «188» .