عن المهلّبي، وربما إحراق كتابه بشكل نهائي، ومحاولة محو أثره من هذا الوجود.
أول ما يلفت النظر في ما وصلنا من كتاب المهلّبي أنه يتبنى وجهة نظر شيعية حيال الواقع والتاريخ، وذلك ما نلمسه من خلال تعليقاته على بعض القضايا والأحداث التي يمرّ بها.
فتجده يفسر سقوط الثغور الشمالية أي طرسوس والمصيصة وغيرها، بوصول قوم من الخوز والعجم إلى هذه البلاد ومجاهرتهم بالنصب أي شتم آل البيت. فيقول تعليقا على سقوط هذه الثغور «فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر» ، محاولا تصوير الأمر وكأنه انتقام إلهي.
كما نلمس تبنيه لروايات شيعية حول بني أمية. حيث يذكر أن الوليد بن عبد الملك اصطبح في الجامع الأموي بين قيانه أربعين يوما، وقال: أخذت صفوه وتركت للناس كدره. كما أنه يشير إلى محاولة الوليد صرف أبناء الشام عن الحج إلى البيت الحرام ببنائه حرما في القدس لكي يحجّ الناس إليه ولا يذهبوا إلى الحجاز ويعرفوا فضل آل البيت على بني أمية. وكذلك روايته لزيارة عمر بن الخطاب إلى دمشق في الجاهلية ومساهمته في ترميم الكنيسة، وإرشاد اليهود له إلى موضع الصخرة التي أقيم عليها المسجد وغير ذلك من روايات وتفاسير وقراءات للتاريخ، ولا غرابة في ذلك، ففي عصر المهلّبي كان الشيعة يشكلون غالبية أهل