في بلاد ما وراء النهر مدة شهر، وأنه اجتاز بسامراء، وأنه أتى حلب، وغير ذلك. هذا إذا تجاوزنا طريقة وصفه للمدن والمواضع التي تشير بما لا يدع مجالا للشك أنه زارها وعاينها بنفسه.

ومن الإشارات المهمة حديثه في مادة بصرى عن قلعتها التي شبّهها بقلعة دمشق، وهي إشارة من شأنها أن تضيء جانبا من تاريخ قلعة دمشق، التي يقال إن السلاجفة هم الذين بنوها، علما أن المهلّبي زار دمشق قبل دخول السلاجفة إليها بنحو قرن.

كما أن إشارته لوجود كنيسة مقابلة للمسجد الأقصى من جهة المحراب بحيث تتصل أروقتها بأروقة المسجد، تعدّ على غاية من الأهمية بالنسبة إلى وضع المساجد والكنائس في بيت المقدس قبل الحروب الصليبية وما تلاها من عمليات هدم وإعادة بناء طالت كل شيء تقريبا.

لقد قمنا بجمع مادة الكتاب من جميع المصادر العربية المتوفرة، وهو ما كلفنا جهدا كبيرا، وبوّبناه على نسق «تقويم البلدان» لأبي الفداء، نظرا لدقة المنهج الذي اعتمده، كما قمنا بوضع الحواشي والشروح والتعليقات بالاعتماد على المراجع والمعاجم المتوفرة لتوضيح اللبس الذي يلفّ بعض النصوص، الناتج عن عمليات الاجتزاء التي جرت عليها نتيجة النقل. كما عدنا إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد للوقوف على الاقتباسات التي أخذها المهلّبي عنه عند ما تحدث عن تاريخ بيت المقدس. وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015