وبلاد سجستان وبلد السند وكرمان وفارس وخوزستان، وهذه الصورة تحمل اسم أحمد بن الحسين الخوارزمى ومؤرخة 686 هـ، وصورة أخرى لا تحمل اسم الراسم ولا التاريخ.
فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى الصور الأخرى الباقية نجد صورة، الجانب الأيمن من الرسم فيها ساحل فارس والجانب الأيسر إفريقية، وتحمل اسم أحمد بن الحسين الخوارزمى مؤرخة 686 هـ.
ونجد ثلاث صور لناصر الدين الطوسى لا تحمل تاريخا، الأولى الرسم فيها ساحل فارس وبلاد العرب وفى البحر سمكة كبيرة، وقف فى فمها رجل يرفع يديه إلى مستوى كتفيه تقريبا، كأنه يشكر الله على خروجه من من هذه السمكة، وعلى رسم البلاد العربية صورة رجل آخر، وكأنه يستمع إلى هذا الشكر فى خفاء من الرجل الواقف فى فم السمكة؛ ويظهر أن هذه الصورة تشير إلى قصة النبي الذي ابتلعه الحوت ثم خرج منه، والثانية لمصر، على الجانب الأيمن رسم طور سينا وفوق الجبل صورة موسى عليه السلام، وكتب أسفل الجبل (كوه حضرت موسى) ، وفى الجانب الأيسر رسم نخلة، ويبدو أن الرسم يهدف إلى الإشارة إلى قصة موسى عليه السلام، أما الصورة الآخرة فهى على شكل مستطيل أعلاه فى الوسط يقف صقر، ويتصل هذا المستطيل بمستطيل آخر قاعدته مقرسة من الجانبين، وقد كتب الراسم على الجانبين الأيمن والأيسر أسماء بلاد دون مراعاة لمواقعها فى أقاليمها أو ترتيب لوجودها على الأرض.
من هذا العرض لصور الأطلس يتبين أنها لا تصلح جميعا مرجعا للفصل فى صحة نسبة صور كتاب المسالك والممالك للاصطخرى، وأنّ الاحتياط يفرض أن تكون أداة أو وسيلة لترجيح المرجح لا غير، وهذا النظر ليس مقصورا على الصور التى لا تحمل اسم الإصطخرى، بل على التى تحمل اسمه أيضا، ذلك لأنها مؤرخة سنة 589 هـ والمؤلف مات حوالى منتصف القرن الرابع، أى بينه وبين الراسم أكثر من قرنين، ومن ثمّ فإن مثل صور الأطلس المنسوبة للاصطخرى مثل غيرها من الصور التى توجد فى مخطوطات المسالك والممالك ويتضح من دراسة الصور المنسوبة للاصطخرى أنها جميعا تتشابه إلى حد كبير، ما عدا صورة بحر الروم التى فى الأطلس فإنها تختلف فى أساس الرسم عن غيرها. ومن الواضح أن صور الأطلس مفيدة فى التحقيق، وخاصة فى دراسة تطور فن رسم الخرائط عند العرب؟
محمد جابر الحسينى