وأما سجستان وما يتصل بها ممّا قد جمع إليها فى الصورة، فإن الذي يحيط بها مما يلى المشرق مفازة بين مكران وأرض السند «1» ، وشىء من عمل الملتان، ومما يلى المغرب خراسان وشىء من عمل الهند، ومما يلى الشمال أرض الهند، وممّا يلى الجنوب المفازة التى بين سجستان وفارس وكرمان، وفيما يلى خراسان والغور والهند تقويس.
وأما مدنها وما يقع فى أضعافها مما يحتاج إلى معرفته فلها من المدن زرنج وكشّ «2» ونه والطاق والقرنين وخواش وفره وجزه وبست وروذان وسروان «3» وصالقان «4» وبغنين ودرغش وتلّ وبشلنك وبنجواى وكهك وغزنة والقصر وسيوى واسفنجاى وجامان؛ ومدينتها»
العظمى تسمى زرنج ولها مدينة وربض، وعلى المدينة حصن وخندق، وعلى الربض أيضا سور، والماء الذي فى الخندق ينبع من مكانة، ويقع فيه أيضا فضل من المياه، ولها خمسة أبواب: أحدها الباب الجديد، والآخر الباب العتيق، وكلاهما يخرج منهما إلى فارس، وبينهما قريب، والباب الثالث باب كركويه يخرج منه إلى خراسان، والباب الرابع باب نيشك يخرج منه إلى بست، والباب الخامس يعرف بباب الطعام يخرج منه إلى الرساتيق، «2» وأعمر هذه الأبواب باب الطعام، وهذه الأبواب كلها حديد، وللربض ثلاثة عشر بابا، فمنها باب مينا يأخذ إلى فارس، ثم يليه باب جرجان، ثم يليه باب شيرك، ثم يليه باب شتاراق، ثم يليه باب شعيب، ثم يليه باب نوخيك، ثم يليه باب الكان، ثم يليه باب نيشك؛ ثم يليه باب كركويه، ثم يليه باب استريس، ثم يليه باب غنجرة، ثم يليه باب بارستان، ثم يليه باب روذكران، وأبنيتها كلها طين آزاج معقودة، لأن الخشب بها يتسوّس ولا يثبت، والمسجد الجامع فى المدينة دون الربض إذا دخلت من باب فارس، ودار الإمارة فى الربض بين باب الطعام وبين باب فارس خارج المدينة، والحبس فى المدينة عند المسجد الجامع، وهناك أيضا دار إمارة على ظهر المسجد الجامع وعند الحبس، ولكنها نقلت إلى الربض، وهناك بين باب الطعام وبين باب فارس قصر ليعقوب بن الليث وقصر لعمرو بن الليث، ودار الإمارة