إلى ذراه، فيه معاطف ومسالك وحشة، لا يكاد يظهر على من توارى فيه، وآب بنده إذا صرت عند «1» هذا الماء كنت كأنك فى حظيرة والجبل محيط بك. وسياه كوه جبل يمتد ويتصل بجبال الجيل.
وفى هذه المفازة قرى، ولا أعلم بها مدينة سوى سنيج، فإنها مدينة من عمل كرمان فى المفازة على طريق سجستان، وتحيط بها من جميع نواحيها هذه المفازة، وفى المفازة على طريق اصبهان إلى نيسابور موضع يعرف بالجرمق، وهى ثلاث قرى؛ وتحيط بهذه المفازة من مشاهير المدن مما يلى فارس: نائين ويزد وعقدة، وأردستان من اصبهان؛ ومن حد كرمان: خبيص وزاور ونرماشير؛ ومن حدّ الجبال: قمّ وقاشان ودزه، وكذلك الرىّ والخوار جميعا سوادهما يتاخم المفازة؛ وسمنان والدّامغان من قومس؛ ومن خراسان مدن قوهستان وهى الطّبسين والطّبس «2» وقاين فإن حدّ سوادها ينتهى إلى المفازة.
والطرق المعروفة فى هذه المفازة طريق من اصبهان إلى الرى وهو أقربها، وطريق من كرمان إلى سجستان، وطريق من فارس وكرمان إلى خراسان؛ فمنها طريق يزد فى حدّ فارس، وطريق شور وطريق زاور وطريق خبيص من حدود كرمان إلى خراسان، وطريق يسمى الطريق الجديد من كرمان إلى خراسان، فهذه هى الطرق المعروفة، لا أعلم بها طريقا مسلوكا غير الذي ذكرناه، وهناك طريق قلّ ما تسلك من اصبهان، يخرج على قومس لا تسلك إلا عند ضرورة، والمسلك فيها على السمت، وسأصف مسافات هذه الطرق وما فيها إن شاء الله.
الطريق من الرىّ إلى اصبهان: من الرىّ إلى دزة مدينة- فيها منبر- مرحلة، ومن الرىّ إليها عمارة إلا مقدار فرسخين فى وسط الطريق، ومن دزه إلى دير الجصّ مرحلة، وبين دزه ودير الجصّ مفازة محاذية كركس كوه وسياه كوه، ودير الجص رباط من جصّ وآجر، يسكنه بذرقة «3» السلطان وهو منزل للمارة وليس به زرع ولا شجر، وفيه بئر ماء ملح لا يشرب، وماؤهم من المطر فى حوضين خارجين من هذا الدير، والمفازة تحيط به من كلا الجانبين، ومن دير الجصّ إلى كاج أيضا مفازة، وكاج كانت قرية فخربت ولا سكان بها، وإنما هى منزل وماؤها من الأمطار أيضا فى حياض، والآبار بها مالحة، ومن كاج إلى قمّ منزل، والطريق فى مفازة إلى أن تنتهى على فرسخين من المدينة، ثم تنتهى إلى قرية ثم إلى المدينة أيضا مفازة، ومن قمّ إلى قرية المجوس طريق عامر مرحلة،