وهم أهل إبل، وهذا الفالج «1» الذي يحمل إلى الآفاق بخراسان وفارس وسائر البلاد التى يكون بها البخاتى إنما يحمل منهم؛ ومدينة بدهة التى يتجرون إليها قندابيل، وهم مثل البادية لهم أخصاص وآجام. وأما الميد فهم على شطوط مهران من حدّ الملتان إلى البحر، ولهم فى البرية التى بين مهران وبين قامهل مراع ومواطن كثيرة، ولهم عدد كثير؛ وبقامهل وسندان وصيمور وكنباية مساجد جوامع «2» ، وفيها أحكام المسلمين ظاهرة، وهى مدن خصبة واسعة، وبها النارجيل والموز والأنبج «3» ، والغالب على زروعهم الأرز، وبها عسل كثير، وليس بها نخيل؛ والراهوق وكلوان رستاقان متجاوران وهما بين كيز وأرمائيل، فأما كلوان فهى من مكران، وأما الراهوق فهى من حد المنصورة، وهى مباخس قليلة الثمر قشفة، إلا أن لهم مواشى كثيرة.
والطوران قصبتها القصدار، وهى مدينة لها رستاق ومدن، والغالب عليها رجل يعرف بمغير «4» بن أحمد يخطب للخليفة فقط، ومقامه بمدينة تعرف بكيزكانان، وهى ناحية خصبة واسعة رخيصة «5» الأسعار، وبها أعناب ورمّان وفواكه الصرود، وليس بها نخيل؛ وبين بانية وقامهل مفاوز، ومن قامهل إلى كنباية أيضا مفاوز، ثم يكون حيئنذ من كنباية إلى صيمور قرى متصلة وعمارة للهند. وزىّ المسلمين والكفّار بها واحد فى اللباس وارسال الشعر، ولباسهم الأزر والميازر لشدة الحر ببلدانهم، وكذلك زىّ أهل الملتان لباسهم الأزر والميازر؛ ولسان أهل المنصورة والملتان ونواحيها العربية والسنديّة، ولسان أهل مكران الفارسية والمكريّة، ولباس القراطق فيهم ظاهر، إلا التجار فإن لباسهم القمص والأردية وسائر زى أهل فارس والعراق.
ومكران ناحية واسعة عريضة، الغالب عليها المفاوز والقحط والضيق، والمتغلب عليها رجل يعرف بعيسى ابن معدان، ويسمى بلسانهم مهراج، ومقامه بمدينة كيز، وهى مدينة نحو النصف من الملتان، وبها نخيل كثيرة، وفرضة مكران وتلك النواحى تيز، وتعرف بتيزمكران، وأكبر مدينة بمكران القنّزبور «6» ، وبه وبند وقصرقند ودرك وفهلفهرة كلها مدن صغار، وهى كلها جروم، ولهم رستاق يسمى الخروج، ومدينتها راسك، ورستاق يسمى جدران «7» ، وبها فانيذ كثير ونخيل وقصب سكر، وعامة الفانيذ الذي يحمل إلى الآفاق منها، إلا شيئا يحمل من ناحية ماسكان، وبقصدار أيضا فانيذ؛ وماسكان هذه رستاق الشراة، ويتصل بنواحى كرمان ناحية تسمى مشكى وهى مدينة قد تغلب عليها رجل يعرف بمطهر بن رجاء، وهو لا يخطب إلا للخليفة، ولا يطيع أحدا من المولوك المصاقبين له، وحدود عمله نحو ثلاث مراحل، وبها نخل قليل وشىء من فواكه الصرود، على أنها من الجروم. وأرمائيل وقنبلى مدينتان كبيرتان وبينهما مقدار منزلتين، وبين أرمائيل