والعمارة اقريطش خصبة جدّا افتتحها معاوية صلحا فهادن اهلها فهى فى هدنة المسلمين وهم نصارى من الروم، وعرض هذا البحر من سواحل الشام اذا استوى الريح يومان الى قبرس ومن قبرس الى الجانب الآخر من هذا البحر نحو ذلك، ويقع بقبرس الميعة الّتى تحمل الى بلدان الاسلام من بلد الروم والمصطكى يكون بقبرس وامّا جبل القلال فانّه كان جبلا فيه مياه خرّارة فوقع اليه قوم من المسلمين فعمروه وصاروا فى وجوه الافرنجة لا يقدر عليهم لامتناع مواضعهم ومقداره فى الطول يومان وليس فى البحار احسن حاشية من هذا البحر فانّ العمارات فى الجانبين ممتدّة غير منقطعة وسائر البحار يعرض فى شطوطها المفاوز والمقاطع وتتردّد فيه سفن المسلمين والروم يعبر كلّ فريق الى جانب الآخر سوآء فيغنمون وربّما اجتمع فيه الجيوش من المسلمين والروم فى السفن فيجتمع لكلّ فريق مائة سفينة حربيّة واكثر من ذلك فيكون حربهم فى الماء، وهذه صفة هذا البحر وما يكون فيه
وامّا الجزيرة فانّها ما بين دجلة والفرات وتشتمل على ديار ربيعة ومضر، ومخرج الفرات من داخل بلد الروم من ملطية على يومين ويجرى بينها وبين سميساط ويمرّ على سميساط وجسر منبج وبالس الى الرّقّة وقرقيسيا