ويجرى الماء فى عامّة دورهم وسككهم وحمّاماتهم، وبها مسجد ليس فى الاسلام مسجد احسن ولا اكثر نفقة منه وامّا الجدار والقبّة الّتى فوق المحراب عند المقصورة فمن بناء الصابئين وكان مصلّاهم ثمّ صار فى ايدى اليونانيّين فكانوا يعظّمون فيه دينهم ثمّ صار لليهود وملوك من عبدة الاوثان فقتل فى ذلك الزمان يحيى بن زكريّآء عم ونصب رأسه على باب هذا المسجد بباب يسمّى باب جيرون ثمّ تغلّب عليه النصارى فصار فى ايديهم كنيسة يعظّمون فيها دينهم حتّى جآء الاسلام فصار للمسلمين واتّخذوه مسجدا وعلى باب جيرون حيث نصب راس يحيى بن زكريّآء نصب رأس الحسين بن علىّ عم، فلمّا كان فى ايّام الوليد بن عبد الملك عمره فجعل ارضه رخاما مفروشا وجعل وجه جدرانه رخاما مجزّعا واساطينها رخاما موشّى ومعاقد رؤوس اساطينه ذهبا ومحرابه ذهبا مرصّعا بالجواهر ودور السقف كلّه ذهبا مكتبا كما تطوف ترابيع جدار المسجد، يقال انّه انفق فيه وحده خراج الشام، وسطحه رصاص وسقفه خشب مذهّب يدور الماء على رقعة المسجد حتّى اذا فجّر منه انبسط على جميع الاركان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015