وسأصف ما على سواحله صفة جامعة نبتدئ منها بالقلزم ثمّ ننتهى الى جنباته ان شآء الله، وامّا القلزم فانّها مدينة على شفير البحر وينتهى هذا البحر اليها وهى فى عطف هذا البحر فى آخر لسانه وليس بها زرع ولا شجر ولا ماء وانّما يحمل لهم من آبار ومياه بعيدة منهم وهى تامّة العمارة بها فرضة مصر والشام ومنها تحمل حمولات الشام ومصر الى الحجاز واليمن وسواحل هذا البحر وبينها وبين فسطاط مصر مرحلتان ثمّ ينتهى على شطّ البحر فلا تكون بها قرية ولا مدينة سوى مواضع فيها ناس مقيمون على صيد من هذا البحر وشىء من النخيل يسير حتّى ينتهى على تاران وجبيلات وما حاذى جبل الطور الى ايلة وأيلة هذه مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير وهى مدينة اليهود الّذين حرّم الله عليهم صيد السبت وجعل منهم القردة والخنازير وبها فى يد اليهود عهد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامّا مدين وما انتهى على هذا البحر فى عطوف اليمن الى عمان والبحرين الى عبّادان فقد وصفناه فى صفة ديار العرب وامّا عبّادان فانّها حصن صغير عامر على شطّ البحر ومجمع ماء دجلة وهو رباط كان فيه محارس للقطريّة وغيرهم من متلصّصة البحر وبها على دوام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015