ظهر الختّل الى حدّ الترك فى ظهر فرغانة فهم القاهرون لاهل هذه النواحى ومستفيض انّه ليس فى الاسلام دار حرب هم اشدّ شوكة من الترك فهم ثغر المسلمين فى وجه الترك يمنعونهم من دار الاسلام وجميع ما وراء النهر ثغر يبلغهم نفير العدوّ، ولقد اخبرنى من كان مع نصر بن احمد رحه فى غزاة شاوغر انّهم كانوا يحزرون ثلاث مائة الف وانّ اربعة آلاف رجل انقطعوا عن العسكر فضلّوا ايّاما قبل ان يتهيّأ لهم الرجوع وما كان منهم من غير ما وراء النهر كثير عدد يعرفون باعيانهم، وبلغنى انّ المعتصم كتب الى عبد الله بن طاهر كتابا عرّض تهدّده فيه وانفذ الكتاب الى نوح بن أسد فكتب اليه انّ بما وراء النهر ثلاث مائة الف قرية ليس من قرية الّا خرج منها فارس وراجل لا يبين على اهلها فقدهم، وبلغنى انّ بالشاش وفرغانة من الاستعداد ما لا يوصف مثله عن ثغر من الثغور حتّى انّ الرجل الواحد من الرعيّة عنده من بين مائة دابّة الى خمس مائة وليس بسلطان وهم على بعد دارهم اوّل سابق الى الحجّ لا يدخل البادية قبلهم احد ولا يخرج منها بعدهم احد وهم مع ذلك احسن الناس طاعة لكبرآئهم والطفهم خدمة لعظمآئهم وفيما بينهم حتّى دعا ذلك الخلفاء الى ان استدعوا ممّا وراء النهر رجالها وكانت الاتراك جيوشهم لفضلهم على سائر الاجناس فى البأس والجرأة والشجاعة والاقدام ودهاقين ما وراء النهر قوّادهم وحاشيتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015