لبسوا الدراريع الّتى هى اوسع فرجة واعرض جربّانا وجيوبا من دراريع الكتّاب والعمائم الّتى تحتها قلانس مرتفعة ويلبسون السيوف بحمائل وفى اوساطهم المناطق وخفافهم تصغر عن خفاف اهل خراسان، وامّا قضاتهم فانّهم يلبسون الدّنيّات وما اشبهها من القلانس المشمّرة عن الاذنين مع الطيالسة والقمص والجباب ولا يلبسون درّاعة ولا خفّا بكسر ولا قلنسوة تغطى الاذنين، وامّا زىّ الكتّاب فانّهم يلبسون الدراريع والعمائم فان لبسوا تحت العمائم قلانس جعلوها خفيّة توقّى الوسخ ولا تظهر ويلبسون الخفّ المكسّر الطف من خفّ السلطان ولا يلبسون قبآء ولا طيالسة، وامّا التّنّاء والتجّار والملوك فلباسهم شىء واحد من الطيالسة والعمائم والخفاف الّتى لا كسر فيها والقمص والجباب والمبطّنات وانّما يتفاضلون فى الجودة فى الملابس، فامّا الزىّ فواحد وزيّهم زىّ اهل العراق وامّا اخلاق ملوكهم والتنّاء منهم والمخالطين للسلطان من عمّال الدواوين فالغالب عليهم استعمال المروّة فى احوالهم والنزاهة عمّا يقبح به الحديث من الاخلاق الدنيّة والمبالغة فى تحسين دورهم ولباسهم واطعمتهم والمنافسة فيما بينهم فى ذلك والآداب الظاهرة فيهم، وامّا تجّارهم فالغالب عليهم محبّة جمع المال فامّا اهل سيراف والسواحل فانّهم يسيرون فى البحر حتّى ربّما غاب احدهم عامّة عمره فى البحر ولقد بلغنى انّ رجلا من سيراف ألف البحر حتّى ذكر انّه لم يخرج من السفينة نحو من اربعين سنة وكان اذا قارب البرّ اخرج صاحبه بقضاء حوائجه فى كلّ مدينة يتحوّل من سفينته الى اخرى اذا انكسرت وتشعّثت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015