لأنّ شيبان روى الحديث عن يحيى بن أبي كثير ولم يدكر العمامة، وقد وقع في "مصنَّف عبد الرازق" (?)؛ أنّه - صلّى الله عليه وسلم - مسح على خُفَّيهِ ولم يذكر العمامة، وأبو سَلَمَة لم يسمع من عمرو وإنّما سمع من ابنه جعفر، فلا حُجَّة في هذا، وقد مضَى القولُ فيه.
تكملة (?):
قوله (?): "فَفَزعَ النَّاسُ" قال علماؤنا (?): يحتملُ أنّ يكون فزعهم في حديث عبد الرَّحمن خِيفَةَ أنّ يكونوا لم يبالغوا في انتظاره.
وقوله (?): "أَحسَنتُم" يحتمل أنّ يكون أراد أنّ يسكن ما بهم من الفزع.
والوجه الثّاني: يحتَمِلُ أنّ يكون تقديمُهم لعبد الرحمن أنّ أبا بكرٍ وعمر كانا غائبين مع النّبيِّ -صلّى الله عليه وسلم-، فقال لهم: أَحسَنتُم الّذي لم تؤخِّروا الوقتَ.
والوجه الثّالث - قال الأصيليُّ: إنّما كان ذلك لأنهم كانوا مشاة، فصلّى عبد الرحمن بأصحابه، فأتى النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - وهو يصلّي بالصَّحابة (2).
والوجه الرّابع: قال جماعة أهل الحديث (?): كان ذلك في غزوة فنزلوا متباعدين، فصلّى عبد الرحمن بمن كان معه، فَمَرَّ بهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-، فلذلك فزعوا حين رَأَوا النّبيَّ -صلّى الله عليه وسلم-، وظنُّوا أنّ يكون أتاهم لأمر حَدَثَ، والله أعلم.
وقال بعضُ المحدِّثين: بل هو تصديق لقوله: " ما مات نبىٌّ قَطُّ حتّى أَمَّهُ رَجُلٌ من قومه" (?) يحتمل أنّ يكون عبد الرحمن، ويحتمل أنّ يكون أبو بكر حين أمَّه في مرضه