الفائدة الثّالثة عشر:

قوله (?): "وأنَا فَرَطُهُمْ على الْحَوْضِ".

قال الإمام: فالْفَرَطُ (?) والْفَارِطُ هو متقدِّمُ القوم إلى أيِّ شيءٍ أرادوا، والْفَرَط أيضًا ما أصيب به الرَّجُل من وَلَدِه وحميمه (?)، فكأنّه يتقدّمُهم إلى الحوض، فالفَرَطُ: المتقدِّم على أي حالٍ كانَ، فكأنَّه هو عند حَوْضِهِ ينتظرهم حتّى يَرِدُوا عليه.

الفائدة الرّابعة عشر:

قوله: "فلا يُذَادَنَّ رِجَالٌ عن حَوْضِي" (?) ويروى: "رَجُلٌ عَنْ حَوْضِي" (?) بالإفراد وهو جلَّ نصّ الموطّأ، والرِّواية الثّانية في الصِّحاح (?).

وقال: "عَنْ حَوْضِي" وهذه معجزة؛ لأنّه أخبر عن مغيّبين (*):

أحدهما: ما وقع من التّبديل في النَّاس بعد موته - صلّى الله عليه وسلم -.

الثّاني: ما يكون الحْكم يوم القيامة مما لا يعلمه أحد غيره.

قال الإمام الحافظ: قوله: "فلاَ يُذَادَنَّ" وقع على جهة النّهي، ومعناه على هذا: لا تفعلوا ما يكون سببًا لذَوْدِكُم عن حَوْضي، فأكثر الرِّوايات: "لَيُذَادنَّ" بلام التّأكيد (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015