والثّاني: العَرَضُ لا كميَّةَ له، ونفيُ الكمية عنه تحقيقٌ، فإنْ أراد به العَرَض - كما قال القاضي- فلم يدخل في هذا.
مزيد إيضاح:
فإن قيل: فما معنى الرُّوح عندكم؟ وهذه التسّمية على ما تَقَعُ؟
قلنا: قد تقعُ على أشياء، منها: الرُّوح بمعنى الحياة الموجودة بنفس.
ومنها: الروح بمعنى النَّفس المتردِّد في الأجسام الباردة والحارة.
وقد قيل: إنَّه جبريل.
وقد قيل: إنَّه مَلَكٌ عظيمٌ ليس في الملائكة أعظم منه.
نكتةٌ لغويّةٌ:
وأمّا موقعه في اللّغة وأصله؛ فإنّه مأخوذٌ من الانْبِسَاطِ. ومنه قولُهم: رجلٌ أَرْوَح، إذا كان صدر قَدَمَيه منبسطًا. ومنه قولُ العرب: قَدَمُ فلانٍ رَوْحًا، يعنون منبسطة.
تنبيه على مقصد:
قال أبو الحجّاج الكفيف (?) في معنى قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا" فقال: إنَّ ذلك يرجعُ إلى قبضِ العلومِ والإدراكاتِ بترك تجديدها على الذّوات، وسميت روحًا لأنّ الحيَّ بها يصحُّ له التَّصرُّف والانبساط.