قال الإمام الحافظ: والنِّسيانُ في لسانِ العربِ وفي مُعْظَمِ اللُّغةِ يكونُ بمعنى الترك عَمْداَ، قال الله العظيم: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (?) أي: تركوا طاعةَ الله والإيمانَ بما جاءَ به محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، فتركهم اللهُ من رحمته، وهذا ما لا خلافَ فيه.

الجواب في ذلك (?) - فإن قيلَ: فَلِمَ خصَّ النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النّائمُ والنّاسي بالذِّكر في قوله:"مَن نَامَ عَنْ الصَّلاةِ أَوْ نَسِيَها"؟

قيل: خصّ (?) بالذِّكر ليرتفع الوهمُ والظَّنُّ فيهما، لرفعِ القَلَم في سقوطِ المَأثَمِ عنهما بالنَّومِ والنِّسيانِ، فبيَّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سقوطُ الإثمِ عنهما، وأَنّ ذلك غير مسقطٍ لِمَا يلزمهما من فرضِ الصّلاة، وإنّما أَوْجَبَهُ عليهما بذكرها. ولم يَحْتَجْ إلى ذِكْر العامِدِ؛ لأنّ العلَّةَ المتوهّمةَ في النّاسي والنّائمِ ليست فيه، ولا عُذرَ له في ترك فرضٍ وَجبَ عليه إذا كان ذاكرًا له.

وقال أهلُ الظّاهر (?): أمّا العامدُ لترك الصّلاة، فإنّه لا يردّها أبدًا؛ لأنّه - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر العامد، وإنّما ذكر النّائم والنّاسي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015