السّلطانِ مُكرَهًا، ثمّ مضَى إليه برِجلَيهِ طائعًا. هكذا تفعل الأقدار، والكلام على هذا الفنّ كثيرٌ جدًا، لُبابُهُ ما سردناه عليكم.

حديث مالك (?)، عن أبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قالَ: "تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدمُ الَّذِي أَغوَيت النَّاسَ وَأَخرَجتَهُم مِنَ الجَنَّةِ؟ فَقَالَ آدَمُ: أَنتَ مُوسَى الَّذِي أَعطَاكَ الله عِلمَ كُلِّ شَيءٍ وَاصطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدَّرَ عَلَى قَبلَ أنّ أُخْلَقَ بِأَربَعينَ سنةً".

الإسناد (?):

انتهى الحديث إلى قوله: "قَبلَ أنّ أُخلَقَ" في حديث مالك، ورواه ابن عُيَينَةَ عن أبي الزِّنَاد بإسناده وزاد فيه: "قَبلَ أنّ أُخْلَقَ بِأَربَعِينَ سَنَةً" (?).

ورواه ابنُ شهاب، فاختُلِفَ عليه فيه، فمن أصحابه من جعله: عنه، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة (?). ومنهم من رواه: عنه، عن حُمَيد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة (?). ومنهم من يرويه: عنه، عن ابن المسيِّب، عن أبي هريرة. بألفاظٍ مختلفة (?)، فيه (?) أنّه قال له: أَنْتَ آدَمُ الذِي نَفَخَ الله فيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلمَكَ الأَسمَاءَ كُلها، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ؟ قَالَ نَعَم. قالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخرَجتَنَا مِنَ الجَنةِ ونَفسَكَ؟ قال له آدَمُ: مَنْ أَنْتَ؟ قال: أَنَا مُوسى. قَالَ: أَنتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ الله من وَرَاء حِجَابٍ، وَلَمْ يَجعَل بَينَكَ وَبَينَهُ وَاسِطَةً وَلَا رَسُولًا من خَلقِهِ؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: أَفَمَا وَجَدْتَ في كِتَابِ الله الذِي أُنْزِلَ عَلَيكَ أَنَّ ذَلِك كَانَ في الكِتَابِ قَبلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015