وكذلك المرْسَل عنده سواء (?)، ألا ترى أنّه يُرسِلُ حديثَ الشُّفْعَةِ (?) ويعملُ به (?). وُيرْسِلُ حديثَ اليمينِ مع الشَّاهِدِ (?)، وُيوجِبُ العملَ به (?). ويُرْسِلُ حديثَ ناقةِ الْبَرَاء بن عازِبٍ في جِنَايَاتِ المَوَاشي (?)، ويرى العملَ به (?)، ولا يرى العملَ بحديثِ خِيَارِ المتبايِعَتيْنِ (?)، ولا بنجاسة ما ولغ الكلب (?) فيه، ولم يدر ما حقيقة ذلك كلَّه (?).
وقال أبو جعفر الطّبريّ: "إنّ التَّابعين بأسرهم أجمعوا على قَبُولِ المُرْسَلِ، ولم يأتِ عنهم إنكاره، ولا عن أحدٍ من الأيمَّةِ بعدّهُم إلى رأس المئتين" كأنّه يعني أنّ الشَّافعيَّ أوّل من أبَى أن يقولَ بالمرسَلِ أو يأخذ به.
وأمّا أبو حنيفةَ وأصحابه؛ فإنّهم يقبَلُونَ المُرْسَلَ ولا يردّونَه إلَّا بما يردُّون به المُسْنَد من التَّأويل والاعْتِلاَل.
واختلَفَ الناسُ في مَرَاسِلِ الحسنِ بنِ أبي الحسن البصريّ (?)، فقَبِلَها قومٌ، ورَدَّها آخَرُون.