باب الولاء ومصيره لمن أعتق

الأصول (?):

الولاءُ كما جاء في الحديث: "لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَب" (?)؛ لأنّه أخرجه بالحرِّيَّة إلى الوجود حُكمًا، كما أخرجه الأب من النُّطفة إلى الوجود حِسًّا، فإنَّ العبدَ كان معدومًا في حقِّ الأحكام شرعًا، لا يَشْهد ولا يقضِي ولا يَؤُمُّ ولا يحجّ ولا يُغطِي، {عبدًا مملوكًا لا يقدِرُ على شيءٍ} (?)، فأخرجه الله بالحرِّيَّة على يَدَيْ سيّده عن عدم هذه الأحكام إلى وجودها، كما أخرجه إلى يدي أبيه بالنُّطفة إلى الوجود، والكل لله خَلقًا وحُكمًا، وله الحِكْمَة في هذا النَّسَب والإضافة، ولمّا أثبته لُحمة كلُحمة النَّسَب وأجراهُ مُجرى البَعْضِيَّة، نَاطَهُ بالعِتق خاصَّة، فقال: "إنّما الوَلاء لمن أعتقَ" في حديث بريرة الصّحيح (?).

وقال أبو عبد الله المازري في "المُعلِمِ" (?) له: "في حديث بَرِيرَة فوائد كثيرة"

ومسائل عظيمة:

أول ذلك: في هذا الحديث مكاتَبَةُ من ليس له مال.

الثّانية (?): فيه ما يدلُّ على أنّ الخير الّذي ذكره الله في كتابه هو العفاف، في قوله: {إنَّ عَلِمتم فِيهِم خيرًا} (?) أراد العفاف ولم يُرِد المال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015