قال الإمام: ذكر مالك (?) في هذا الباب المُتَبَايِعَان بِالخِيَارِ مَا لَمْ يفتَرِقَا، وحديثُ ابن عمرَ في هذا الباب مشهورٌ؛ أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: " المُتَبايِعَانِ بالخِيَارِ مَا لَم يَفتَرِقَا" أو "يَختَارَا" كذا رواه التّرمذيّ (?).
قال الإمام: اختلف العلماء في هذا الحديث (?):
1 - فمن النَّاس من رَدَّه؛ لأنّه خَبَرٌ واحدً يخالفُ أصولَ الشّريعة، فإنّ الَبْيع كما رُوِيَ عن عمر بَيعَان: بَيعُ صَفقَة أَو بَيع خِيَار (?)، فأمَّا بيع خيَار كلَّه فليس في الأصول.
2 - التّأويل الثّاني: من النَّاس (?) من تأوّله بأنّ معناه: المتراوضان في الإيجاب والقَبُول، فإذا قال البائع: بعتُ، فالأمر لم ينعقد،* وكلُّ منهم بالخِيَار، حتّى يقول الآخر: قبلتُ*.
3 - الثّالث: منهم من قال: معناه ما لم يفترقا بالأقوال.
4 - الرّابع: قال بعضُ الفقهاء (?): المراد به خِيَار الإقالة الّتي في حديث عبد الله بن عمر.