قال ابن جُرَيْج: ما يمنعُ الرَّجل ألَّا يستوجبَ على الله ثلاثَ خصالٍ، كلٌّ خصلةٍ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، وهي صلواتٌ من الله وهدىً ورحمة.

وقال سعيد بن جُبَير: ما أُعطِيَتْ أُمَّةُ محمّد - صلّى الله عليه وسلم - ما أُعْطِيَتْ هذه الآية، وذلك أنّهم أعطاهم قوله: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} الآية (?)، ولو أعطيها أحدٌ لأعطيها يعقوب، لقوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} الآية (?).

حديث (?):

قال الإمام: ذكر مالك في هذا الباب عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد؛ أنّه قال: هَلَكَت امْرَأَةٌ، فَأَتَانِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعبٍ الْقُرَظِيُّ يُعَزِّيني فِيهَا (?)، فَقَالَ: إنَّهُ كَانَ في بَنِي إِسِرائِيلَ رَجُلٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ عَابِدٌ مُجْتَهِدٌ، وَكَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ، وكَانَ بِهَا مُعجَبًا، وَلَهَا مُحِبًا، فَمَاتَت، فَوَجَدَ عَلَيهَا وَجْدًا شَدِيدًا، وَلَقِيَ عَلَيهَا أَسَفًا، حَتَّى خَلاَ في بَيتٍ وَأَغلَقَهُ (?) عَلَى نَفْسِهِ، وَاحْتَجَب مِنَ النَّاسِ الحديث إلى آخره.

الفوائد المنثورة في هذا الحديث

وهي سبع:

الفائدةُ الأولى:

قال الشّيخ أبو عمر (?): "هذا خَبَرٌ عجيبٌ حَسَنٌ في التَّعَازي، وليس هو في كلّ "الموطآت" وليس فيه ما يحتاجُ إلى شرح ولا تفسيرٍ ولا اجتهاد (?).

وفي معنى هذا الخبر من النَّظمِ قال لَبِيد (?):

وَمَا الْمَالُ وَالأَهلُونَ إلَّا وَدِيعَةٌ ... وَلاَبُدَّ يَوْمًا أَنْ تُرَدَّ (?) الوَدَائعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015