الإسناد:

قال الشّيخ أبو عمر (?): "لم يختلف رواةُ "الموطّأ" في إسناد هذا الحديث، ولا في صِحَّتِهِ ومَتْنِه، إلا أنَّ غير مالكٌ يقول فيه: دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دام عِنْدَهُنَّ" (?).

وهذا الحديث وقع في "موطَّأ القَعْنَبِيّ" (?) في كتاب الجهاد.

الفقه والفوائد المنثورة في هذا الحديث:

وهي عشر فوائد:

الفائدةُ الأولى:

قوله: "إِنَّ النَّبِيَّ - صلّى الله عليه وسلم - جاءَ يَعودُ" في هذا الحدث عيادته - صلّى الله عليه وسلم - المرضى (?)، وفيه فضلٌ كثير، وقد تقدّم بيانه في حديث المسْكِينَة الّتي عادها أو تَفَقَّد أمرها، على ما بيَّنَّاهُ.

الفائدةُ الثّانية:

قوله: "فَاسْتَرْجَعَ رَسُولُ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - " لِمَا أُصِيب به، وهذا امتثال لأَمْر اللهِ؛ لأنّ الله قد أثنى على من قال هذا عند المصيبة فقال: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (?) فينبغي الاقتداء به - صلّى الله عليه وسلم -.

وفيه كناية الصّاحب، وهي الثّالثة.

والرّابعة (?):

قوله: "فَصَاحَ النِّسْوَةُ، قال علماؤنا (?): يحتمل أنّ يكون بكاء النّسوة لِمَا رأين من حَالِهِ (?).

ويحتمل أنّ يكون حَرَّكَهُّنَ لذلك ما سمعنَ من استرجاع النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - بسببه، وجعل جابر يسكتهنّ لِمَا عرف من نهي النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - عن رفع النِّساء أصواتهنّ بالبُكَاءِ ونياحهنّ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015