في فَقْرِه، وهذا هو الفقير الّذي يدخلُ الجنَّةَ قبل الأغنياء بخمس مئة عام (?)، وسيأتي الكلام عليه في "كتاب الجامع" (?) إنّ شاء الله تعالى.
الفائدة السّادسة (?):
قوله: "وَأَمْتِعْنِي (?) بسَمعِي وَبَصَرِي" وقد رُوِيَ في حديث: "وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَ منِّي" (?).
فإن قيل: كيف يكون السَّمْعُ والبصرُ وارِثَيْنِ للبَدَنِ وهما يفنيانِ معه؟
الجواب - قال الأستاذ أبو المظفَّر: هو مجازٌ على أحد مَعنيي الوارث، وذلك أنّ الوارثَ هو الّذي لا يموتُ قَبْلَ المَوْرُوثِ، وهو الّذى يَبْقَى بعدَهُ، فيكون معنى قول النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -: اللهمّ لا تعدمهما قبلِي.
وقال بعضُ النّاس: المعنى فيه: ومَتِّعْنِي بأبي بكرٍ وعمرَ، لقول النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - في أبي بكر وعمر: "هما السَّمْعُ والبَصَرُ" (?) وهذا تأويلٌ بعيدٌ، إنّما المراد بهما الجَارِحَتَانِ.
الفائدة السابعَة (?):
قوله: "وَقُوَّتِي في سَبِيلِكَ" قال علماؤنا (?): يريد به جهاد العدوّ. ويحتملُ أنّ يريد به تبليغ الرِّسالة.
وقيل: يريد به التّقوية في سائر أعمال البِرِّ، فإن ذلك من سبيل الله كلِّه (?)، وقد قال مالك (?) فيمن قال: مالي (?) هذا في سبيلِ الله-: سُبُلُ اللهِ كثيرةٌ، يُوضَعُ في بابِ الغَزْوِ.