ويُعظِّم ما عظَّم اللهُ. وإذا كان غُفرانُ الذَّنب كما وصفَ، فمعلومٌ أنَّه صلّى الله عليه لم يكَفَّر عنه إلا الصّغائر؛ لأنّه لا يأتي كبيرةً أَبَدًا، لا هو ولا أحدٌ من الأنبياء؛ لأنّهم معصومون من الكبائر، على ما تقدَّمَ بيانُه وتمهيدُه في "باب السَّهْوِ" في حديث ذي اليَدَين (?).
الفائدة السّابعة (?):
قال علماؤنا بالسِّيَرِ، والنّاقلين للخبر والأثر: إنَّ سَفَرَهُ المذكور في هذا الحديث كان حين مُنْصَرَفِهِ من الحُدَيْبيّة.
وقال بعضهم: حين منصرفه من خَيْبَر.
وقال بعضهم: الحُدَيْبِيَّة مَنْحَرُهُ ومَحْلَقُهُ.
الفائدةُ الثامنة (?):
قوله (?) "نَزَرْتَ رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قيَّدْنَا عن علمائنا فيه أربعة ألفاظ:
الأوّل: أَلْحَحْت عليه، قاله ابنُ حبيب (?). وقال (?): منه أعطى عطاء غير منزور، أي غير ملحّ عليه.
الثّاني: نزرت أي راجعت، ذَكَرَهُ ابن حبيب عن مالك (?).
الثّالث: نزرت بمعنى أبرمت؛ لأنّه بمعنى طرحت عليه كلامه فبرم منه.
الرّابع: قال ابنُ وَهْب: معناه أكرهت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في المسألة (?).
وقال ابن قُتَيْبَة (?): الصَّواب أنّه بمعنى ألححت عليه بالسّؤال.