قال الإمام: وغُدَيقَة تَصغِيرُ غَدَقَة، والغَدَقَةُ: الكثيرةُ الماءِ، مصداقُه قولُه تعالى: {مَاءً غَدَقًا} (?) أي كثيرًا، وقد يكون التّصغير هنا أُريدَ به التّعظيم.

قال عمر بن الخطّاب في ابن مسعود: كنُيفٌ مُلِىء عِلْمًا (?)، وقيل: إنّ قولَ عمر كان لِصغَرِ (?) قَدِّ ابن مسعود ولَطَافَةِ جِسْمِه.

وقول رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - هذا القول خَرَجَ على العادة المعهودة من حِكْمَةِ (?) اللهِ وفَضلِهِ؛ لأنّه لا يعلم نزول الغَيْث إلَّا الله سبحانه، قال الله سبحانه: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (?) هذا قولُ الجمهور من أهل السُّنَّة.

الأصول:

قال القاضي أبو بكر بن الطَّيِّب (?): وكيف يجتمعُ في قَلْب مؤمنٍ تصديقُ الرُّسُل (?) وتصحيحُ الآيات، مع الاعتقاد بتصحيح أحكام النُّجوم، وقد سمع الآيات الواردة عليهم والأحاديث القاطعة بهم؟ أمّا الآيات، فقوله: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (?) وقوله: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} الآية (?)، ولقول النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -: "من أَتَى كاهِنًا أو عَرَّافًا أو مُنَجِّمًا فَصَدَّقَه بما (?) يقول، فقد كفر بما أُنْزِلَ (?) على قلب محمّد (?) " (?)، ومن قال: غدًا ينزل الغيث، ضُرِبَ وسُجِنَ واسْتُتِيْبَ من ذلك، على هذا نَصَّ (?) أهل العلم من أهل السُّنَّة والجماعة، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015