ونحوية، وغير ذلك من الأمور التي تحدثنا عنها في غير هذا الموضع. وقد حذا فيه ابن قُتَيْبَة حذو أَبِي عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث.
وقد سلك ابن قُتَيْبَة في تأليف هذا الكتاب المسلك نفسه الذي سلكه في كتابه غريب الحديث، واتبع الطريقة نفسها مِمَّا حمل بعض الدارسين على تسميته بذيل غريب الحديث (?)، أو جعله تتمة له (?). وهو من آخر ما ألّف ابن قُتَيْبَة من المصنفات، لأننا نجد فيه ذكرًا لعدد من مؤلفاته بينما لم نجد في مؤلفاته الأخرى ذكرًا لهذا الكتاب.
وقد أخرجناه عن مخطوطة مفردة محفوظة في المكتبة الأحمدية - بحلب برقم (275). ونودّ أن نشير هنا بأن قسمًا من الكتاب طبع بمصر باسم المسائل والأجوبة لابن قُتَيْبَة. وهو قسمٌ ضئيل بلغ 29 مسألة من أصل 190 مسألة، وظنه النّاس أَنَّهُ الكتاب الكامل، والمطبوع لا يشكل شيئًا بالقياس إِلى مادة الكتاب الضخمة، ومسائله الكثيرة.
وعلى الرّغم من أنّ المطبوع يعجّ بالأخطاء والتصحيفات والسقط، فقد قابلناه مع الأصل، وأشرنا إِلَى الخلافات بين المخطوط والمطبوع. وأخيرًا فإن وفقنا في إخراج هذا السفر العظيم فمن الله التوفيق والسداد. وإن وقع فيه بعض الثغرات التي لم نتمكن من سدادها فمن عجز الإِنسان وتقصيره، ونسأل الله أن يجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به أبناء العربية وحسبنا الله ونعم الوكيل.
المحققان
مروان ومحسن