انْبَسَطَتِ الشَّمْسُ فإنْ شئتَ سَمَّيْتَ الغَداءَ ضُحَىً، تقول العرب: ضَحِّ إِبِلَكَ أي غَدِّها (?)، وسمي ضُحَىً؛ لأنهم يَضْحون للشمسِ (?)، ومنه قولُ الله عزَّ وجلَّ: {لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} (?) أي لا تعطشُ، وَلَا تصيبُكَ الشمسُ (?). فإذا كان نصفُ النَّهار فالوقتُ الظهيرةُ (?) تقول: أظهرنا كما تقول: أصبحنا، وأمسينا قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (?) والعرب تُسَمِّي الشَّرْبَةَ في نصفِ النَّهارِ القَيْلَ (?). ولم يَبْلُغْني عنهم اسمٌ للطعامِ في هذا الوقتِ. وإذا زالت الشمسُ، فصارَ الظِّلُّ فَيْئًا، فهو الرَّواحُ (?)، ولهذا قيل في يوم الجُمُعَة: راحوا إِلَى المسجد (?). ويرى أهل النظر (?) أن الرواح مأخوذ من الرَّوْح (?) لأنَّ الرِّياحَ تَهُبُّ مع زوالِ الشمس، قَالَ لَبيد (?) الشاعر (?):