لأنَّ النّاسَ جميعًا مجتمعونَ على أنَّ التاركَ لها غَيْرُ مُعَنَّفٍ وَلَا مَلومٍ، وأنَّه أولى بالسلامَةِ في البِدْءِ والعاقبة، وأَنَّه أَمِنَ مِنْ أَنْ يُقالَ له يومَ القيامةِ: ألا شربت، ألا تَغَنَّيْتَ، ألا لعبت. والمُلابِسُ لها، وإنْ كانَ مُقْتَدِيًا فيها بقَوْمٍ، لا يأْمَنُ غَلَطَهُمْ، وأنْ يُقالَ له: ولِمَ شربتَ؟ ولِمَ تَغَنَّيْتَ؟ ولم لعبتَ؟ .
فأما حديثُ عبد اللهِ بنِ مسعودٍ (?) في قولِه للرجل الذي سأله فقال: لي جارٌ يَعْمَلُ بالرِّبا فيدعوني إِلَى طعامِهِ فقال: (كُلْ لَكَ مَهْنَؤهُ وعليه وِزْرُهُ) (?) وهو مع هذا الإِثم حوازُ القلوب، فإن ابنَ مسعودٍ إمامٌ وعالمٌ لا تَقْدَحُ في صدرِهِ الشُّكُوكُ قَدْحَها في صدرِ غيرِه، فلَمَّا سُئِلَ عن إجابَةِ صاحبِ الرّبا أجابَ بما عَلِمَ، وقال لمن دونَةُ ممن لا يَعْلَمُ فوق ما قدح في صدرك إنه مُؤْثِمٌ لأنه إِذَا قَدَحَ في قلبك ذلك، ثم رَكِبْتَهُ رَكِبْتَ مَعْصِيَةً عندك.
ونحوُ هذا حَدِيثٌ آخَرُ ذكرتُهُ عن الأعمشِ (?) عن مسلمٍ (?) الملائي عن