الغاية من التحقيق هي نشر المخطوطات بطرق علمية صحيحة تصل بها إِلَى أقرب سورة أرادها المؤلف لكتابه، إن لم تكن الصورة لفسها.
وقد وقع في أصل المخطوط كثير من السقط، والتصحيف، والبياض، والطمس، والخلل، فبذلنا قصارى جهدنا محاولين تقويم النص بشكله الصحيح المستقيم بإزالة التصحيف الوارد فيه، وملء الفراغ المتأتّي من البياض لي وإصلاح الخلل في السياق، وتبيين الخطأ الذي زلّ به قلم النّاسخ، وتوضيح السقط والنقص اللذين ألمّا بالنصّ، وتوجيه قراءة المسائل بشكلها الصحيح مستعينين إِلَى جانب فهم النص، وفقهه، بكتب الغريب، واللغة، والحديث، والتفسير التي عالجت الموضوعات نفسها، وكتب ابن قُتَيْبَة الأخرى؛ لأنه كثيرًا ما يعالج الموضوعات نفسها في كتبه المختلفة. وإذا وقفنا على عبارة قلقة ومضطربة ولم تتحرر لنا أشرنا إِلَى ذلك في الحواشي، وإلى جانب ذلك رقّمنا المسائل، وشرحنا غريبها من كتب اللغة، وخاصة اللسان والتاج، وخرَّجنا آياتها القرآنية من القرآن الكريم، والقراءات القرآنية من كتب القراءادت والتفسير، وأحاديثها الشريفة من كتب الحديث، والغريب، والتفسير، واللغة، وشواهدها الشعرية من دواوين الشعراء، وشرحنا ما يحتاج منها للشرح، وترجمنا للأعلام الواردة في الكتاب في أوَّلَ مُرَّة يرد فيها ذكر العلم مع ذكر مصدر الترجمة.