فأَضْمَرَ في الكلامِ الصَّلاحَ، أو ما كان في مَعْناهُ. ومِثْلُهُ في الكلامِ: قد علمتُ ما لَكَ في هذا، وأنت تُريدُ من الصَّلاح، وقد علمتُ ما عليكَ في هذا، وأنت تريد من المَكْروهِ، وقد علمتُ ما صنعتُ بك، وأنتَ تُريدُ من الخير، ثم قال: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} (?) أي تُؤَخِّر من تشاءُ {وَتُؤْوِي إِلَيكَ مَنْ تَشَاءُ} (?) أي تَضُمُّه إلَيكَ ليلًا. والإِيواءُ يكون بالمَبِيت، وهذا في قِسْمَةِ الأَيَّامِ بينَهُنَّ، وكان يقسم لَهُنَّ، فرخَّص اللهُ لَهُ أنْ يَضُمَّ من يَشاءُ، ويؤَخِّرُ مَنْ يشاءُ، ثم قال: {وَمَنِ ابْتَغَيتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيكَ} (?) أن تَضُمَّهُ إليكَ، ثم قال: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَينَ بِمَا آتَيتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} (?) يقول: إذا آويتَهُنَّ بَعْدَ العَزْل، وقَسَمْتَ لَهنّ كنّ جميعًا على رجاءٍ لرُجوعِكَ إلى مَنْ عَزَلْتَ منهنّ، فلم يحزنَّ، ورَضِينَ (?).