المراءَ فيه كُفْرٌ" (?) يقول: لا تقولوا: لِمَ أمر الله بكذا؟ وإنما أمر الله بكذا.
ولهذا قال إبراهيم، صلّى الله عليهِ: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَينِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} (?) أراد اجْعَلْنا مُسْلِمَينِ لأمرِكَ منقادَينِ لحُكْمِكَ بالنِّيَّةِ والعَمَلَ (?).
وكذلك قَوْلُهُ: {قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (?). أي أسلمت لأمْرِه، وكذلك قولُ زيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفَيلٍ (?) في الجاهليّة:
أسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبًا زلالًا (?)
أي انقدتُ لمن انقادتْ لهُ المُزْنُ، فأرادَ على هذا التاويلِ: يحكم بها النبيون الذين أسلموا لأحكام الله، والربانيّون، والأحبار لليهود بما استحفظوا من كتاب الله أي يحكمون لهم بما اسْتُودِعُوا من حُكْمِ اللهِ في التَّوْراةِ (?).