° ثُمَّ قَالَ: وإنَّ حِمْيَرَ مَلَكُوا مَعَاقِلَ (?) الأَرْضِ وقَرَارَهَا (?) وكُهُولَ (?) النَّاسِ وأَغْمارَهَا (?)، وَرُؤُوسَ المُلُوكِ وغِرَارَها (?).
• معاقلُ الأَرْضِ: جِبَالُها سُمِّيَتْ مَعَاقِلَ لِأَنَّ النَّاسَ يَتَحَصَّنُوْنَ فيها. والمَعْقِلُ: الحِصْنُ. والأَغْمَارُ: الصِّغَارُ، جَمْعُ غُمْرٍ سُمُّوا بذلك لِأَنَّهم لَمْ يُجَرِّبُوا الأُمُورَ. والغرار جمع غُرٍّ وهُوَ الحَدَثُ الَّذي لم يُجَرِّبِ الأُمُورَ.
° ثُمَّ قَالَ: وكان لَهُمُ البَيْضَاءُ، والسَّوْدَاءُ، وفَارِسُ الحَمْراء، والجِزْيَةُ الصَّفْراءُ. فَبَطَرُوا النِّعَمَ واسْتَحَقُّوا النِّقَمَ، فَضَرَبَ اللهُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ.
• أَمَّا البَيْضاء والسَّوْدَاءُ فَيُرَادُ بِهِما الخَرابُ والعامر؛ لِأَنَّ الخَرابَ والمَوَاتَ مِن الأَرْضِ يَكُونُ أَبْيَضَ فإِذا غُرِسَ فِيْهِ الشَّجَرُ، ونَبَتَ النَّبَاتُ اخْضَرَّ واسْوَدَّ وأَمَّا فارِسُ الحَمْراءِ فإِنَّ العَرَبَ تَدْعُو العَجَمَ الحَمْراءَ لِبَيَاضِ أَلْوانِها وَحُمْرَتِها يُقالُ: أَتاني الأَسْوَدُ والأَحْمَرُ يُرادُ العَرَبُ وَالْعَجَمُ. وقَوْلُهُ: الجِزْيَةُ الصَّفْراءُ أَحْسِبُهُ يُريدُ الذَّهَبَ وأَنَّهُمْ كانوا يَجْتَبُونَ الخَراجَ ذَهَبًا (?).