والتقديرُ: من لدُ أن كانت شولًا فإلى إتلائها.
ومثالُ إضمار (كان) بعد شبهِ (لدن): قولُ الراعي (?):
أَزْمَانَ قَوْمِي وَالْجَمَاعَةُ كَالَّذِي ... منعَ الرِّحَالَةَ أَنْ تَمِيلَ مَمِيلَا (?)
والتقدير: أزمانَ كان قومي والجماعةُ.
وأما كونُها منصوبة على الحال، فهذا الذي رجَّحه القاضي عياض (?)، وقال النووي: (إنه الصحيح الذي اختاره المحققون) (?)؛ لأنه حين قال: (يا ليتني فيها جذعًا) كان قد أسَنَّ وعمِي، ويصبح التقدير: في هذا الحال شبيبةً وصحةً وقوةً لنُصرتك (?).
وأما كونُ (جذعًا) خبرًا لـ (ليت) العاملةِ عملَ (تمنَّيت) الناصبةِ للجزأين، فقولٌ منسوب لبعض الكوفيين، وحكى ابنُ السِّيدِ: أن ذلك لغةٌ لقوم من العرب دون تحديد (?)، كما سُمع: (لعل زيدًا أخانا) (?).
ويرى الفراءُ جوازَ نصب الجزأين بـ (ليت) خاصة (?)، تشبيهًا لها بفعل التمني، فقولُك: (ليت زيدًا قائمًا)، مثل (تمنيتُ زيدًا قائمًا)، وكأنه لَمَح فيه معنَى الفعلِ الذي ناب الحرفُ عنه (?)، ومن ذلك قولُ الراجز (?):
يا ليت أيامَ الصِّبا رواجعَا (?)