والذي يظهرُ أن القول الأول هو الأرجحُ؛ لأمور؛ منها:

1 - ثبوت مجيء (لَمَّا) بمعنى (إلا) عن العرب بنقل الثقات، وذلك في لغة هذيل (?).

2 - أما كون (إلا) لا تستعمل إلا أداةَ استثناء، فهذا لا يلزمُ الاطراد، فكم من شيء خُص بتركيب دون ما أشبَهَه! كما ذكر ذلك أبو حيان (?).

3 - ورود ما يُثبت ذلك شعرًا ونثرًا.

هذا، ومجيء (لَمَّا) بمعنى (إلا) إنما يكون في موضعين (?):

أحدهما: مع القسم؛ مثل: (عزمتُ عليك لَمَّا ضربتَ كاتبَك سوطًا)، أي: إلا ضربته.

وكقول الشاعر (?):

قالتْ له: باللهِ يا ذا البُرْدَيْنْ ... لَمَّا غَنِثْتَ نَفَسًا أو اثنيْنْ (?)

أي: إلا غنثت، بمعنى شرِب ثم تنفَّس.

والثاني: بعد نفي دون قسم، ومنه قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة (?)، في قوله تعالى:

{وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} (?)، وقوله: {وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (?).

أي: ما كل ذلك إلا جميع، وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا.

أمَّا كونُ (اللام) أو (الميم المشددة) بمعنى (إلا)، فيرى سيبويه أن الميم المشددة في (لمَّا) معناها (إلا)، وذلك عند سؤاله للخليل بقوله: "وسألتُ الخليل عن قولهم: أقسمتُ عليك إلا فعلت ولمَّا فعلت، لِمَ جاز هذا في هذا الموضع، وإنما (أقسمت) هاهنا كقولك: والله؟ فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015