مسألة (إن) بين المخففة من الثقيلة والنافية

مسألة

(إنْ) بين المخففة من الثقيلة والنافية

في قوله - عليه السلام -: "ما رأينا من شيء، وإِنْ وجدناه لَبَحْرًا" (?).

قال ابن الملقن:

"قال الخطَّابي: (إنْ) هنا بمعنى النفي، واللام بمعنى (إلا)، كأنه قال: ما وجدناه إلا بحرًا، تقول: (إنْ زيدًا لعاقلٌ)، تريد: ما زيدٌ إلا عاقل، وعلى هذا قراءة مَن قرأ: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (?)، بتخفيف (إن)، المعنى: ما هذان إلا ساحران، وقد قرأه حفص عن عاصم. قلت: هذا هو مذهب الكوفيين، ومذهب البصريين أنَّ (إنْ) مخففة من الثقيلة، واللام زائدة، وقد نبه على ذلك ابنُ التين" (?).

بيان المسألة:

ذكر ابنُ الملقن أن (إِنْ) يختلف فيها النحويون بين (إِن) المخففة و (إِن) النافية، وبيان ذلك فيما يلي:

يرى البصريون أن (إِنْ) مخففةٌ من الثقيلة غيرُ عاملة، واللام في مثل (لبحرًا) لامٌ فارقة.

ويرى الكوفيون أن (إِنْ) نافية، واللام بعدها بمعنى (إلا)، أي: ما وجدناه إلا بحرًا.

وربما تكون (إن) بمعنى (أجَلْ)، وقد ذكر ذلك سيبويه (?).

ومن ذلك قولُ ابن الرقيات:

ويقُلْنَ شَيبٌ قد عَلَا ... كَ وقد كبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ (?)

أما قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (?)، فقد خرَّجها قوم على غير ما ذُكِر؛ فقالوا: إنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015