فتنصب (يبلغُه) محلًّا.

والذي يترجَّح في النص السابق أنها تامة أو ناقصة، وذلك لأمور:

1 - أن صواب اللفظ في هذا الحديث: هو ما رواه الأعمش: (حتى قرب نصف الليل، أو بلغه) (?).

2 - شذوذ زيادة (كان) بين الجار والمجرور (?)، إذ (حتى) بمعنى (إلى)، والتقديرُ: إلى نصف الليل.

3 - قول أبي حيان عن البيت السابق: ولم يُحفظ في غير هذا البيتِ، أي: زيادة (كان) بين الجار والمجرور (?).

وبهذا، يُضعَّف قول من قال بزيادتها.

أما حذفُ (كاد) فالعلماءُ فيه على قولين:

1 - مَن يُجيز حذفَ (كاد)، ويجعل منه قوله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} (?)، أي: كادت القلوب (?)، ومن ذلك قول العرب: (أظلمت الشمس)؛ أي: كادت تُظلم (?).

2 - مَن يمنعُ حذفَ (كاد) إلا لدليل؛ لأن المشهور عند النحويين أنه إذا دلَّ على خبر هذا الباب دليلٌ جاز حذفُه، كما يجوزُ في غير هذا الباب حذفُ ما ظهر دليلُه (?).

وذكر ابن الأنباري أن (كاد) لا يُضمر ولا يُعرف معناه إذا لم يُنطق؛ بحجة أنه لو جاز إضمارُه لجاز (قام زيد) بمعنى (كاد يقومُ)، فيكون الحاصل أن (قام زيد) بمعنى (لم يقم زيد) (?)؛ وهذا تأويل فاسد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015