أما كونُهما فعلين فالعلماءُ في ذلك على قولين (?):

منهم من قال باسميتهما، ومنهم من قال بفعليتهما.

فمَن قال باسميتهما، فلأمور:

1 - دخول حرف الجر عليهما؛ ومن ذلك قولُ الأعرابي: (والله ما هي بِنِعمَ المولودة)، لَمَّا قيل له: نعم المولودة مولودتُك (?).

2 - عدم اقترانهما بزمن معين كسائر الأفعال.

3 - عدم تصرفهما، إذ التصرف من خصائص الأفعال.

ومَن قال بفعليتهما فلأمور:

1 - اتصال ضمير الرفع بهما كما يتصلُ بالفعل المتصرف، فيقال: نِعمَا رجلين.

2 - اتصال تاء التأنيث الساكنة التي لا تنقلبُ عند الوقف هاءً.

3 - بناؤهما على الفتح، ولو كانا اسمين لما كان لبنائهما وجهٌ.

والجوابُ عن أدلة الأولين:

أما كونُ حرف الجر لا يدخل على الأفعال فهذا صحيح، قال ابنُ مالك (?):

بالجرِّ والتنوينِ والنِّدا وألْ ... ومسندٍ للاسمِ تمييزٌ حصَلْ

غير أن إيراد الكلام بالحكاية يجوزُ فيه دخولُ حرف الجر، فليس بمنكور دخولُها على (نعم) (?). ومن دخولِ حرف الجر على الفعل قولُ الراجز (?):

واللهِ ما لَيْلِي بِنامَ صاحِبُه ... ولا مخالِطَ اللَّيانِ جانِبُه (?)

وأما عدمُ اقترانهما بزمن؛ فلأنهما موضوعان للغاية، فـ (نعم) لغاية المدح و (بئس) لغاية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015