من العينات، والحذف عليها أشد تسلطًا، كما أنَّ الفاءات أقوى من العينات، ألا ترى أن اللام تعتقب عليها حركات الإعراب، وضروب الإضافة، والتحريك لإلتقاء الساكنين، فحذفت هذه النون في الجزم ساكنة لهذه المشابهة. وإذا تركت، لم تحذف لزوال شبهها بهن بالحركة. ألا ترى أن هذه الحروف يغلب عليها السكون. ولا تحرك بالكسر في موضع. فلما صارت هذه النون في موضع تحرك بالكسر ما بينها فأثبتها في (لم يكن) القوم: (لم يكن الذين كفروا ....).

من قال: لم يك زيد منطلقًا، فقد جاء في بعض الأشعار محذوفة، وهي في موضع حركة.

أنشدوا:

لم يك الحق على أن هاجه

رسم دار قد تعفي ودثر

فهذا إن قلت: فيه أن الجزم لحقه قبل إلحاق الساكن، وإجتماعه معه. فكأن الساكن لحق، وقد مضى الحذف في الحرف، ونظير هذا إنشاد من أنشد:

105 - فغض الطرف أنك من نمير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حرك الساكن الأول، فلحق الساكن الثاني، وقد مضى الحذف بالفتح للساكن الأول، فكذلك لحث الساكن، وقد مضى الحذف، في الحرف. وإن شئت، قلت: أن الحركة هنا كانت لالتقاء الساكنين لم يعتد بها، وكان الحرف في نية سكون فلما كان يحذفها ساكنة، كذلك يحذفها إذا كانت في نية سكون. فأما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015