منتصباً بالعطف بالواو على الفعل الظاهر، وكان مما أوتيه موسى كما أنه في الآية الأخرى كذلك.

وقال في تفسير قوله {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً}: إنه المخرج. إنما اعتبر - والله أعلم - قوله {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}. وقيل في قوله تعالى {فالفارقات فرقاً}: الملائكة تفرق بين الحلال والحرام. وقال مجاهد في قوله {يوم الفرقان}: "يوم فرق الله فيه بين الحق والباطل". وهذا لأن المسلمين علت كلمتهم بالغلبة، ونصروا على العدو يوم بدر، كما نصروا قبله بالحجة. وإذا جاء "الفرقان" على هذا المعاني من الفصل بين الحلال والحرام، والحق والباطل، كان تأويل أبي عبيدة قوله تعالى {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} على أنه ما فرق به بين الحق والباطل، أولى ممن تأول وقال: إنه انفراق البحر؛ لأنه يعم انفراق البحر وغيره، ولأنه قد استعمل في هذه المواضع على معان غير عين، ولأن مصدر "فرقت" قد جاء في التنزيل {فرقاً}، ولم يجيء "فرقاناً" وإن كان بعض أمثلة المصادر قد جاء على مثال "فعلان".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015