وأنشدنا محمد بن السري:
فوا عجبا إن الفِراق يروعُني ... به كمناقِيشِ الحُلىِّ قِصارِ
فالكاف فاعلة، كما أنها في بيت الأعشى فاعلة. ومن ذلك قول الشاعر:
ومجوفات قد علا أجوازها ... أسار جُرد مُترصات كالنوى
أي: علا التجويف أجوازها، فأضمر لدلالة ما تقدم عليه، والمعنى: بلغ البياض من بطونها إلى غيرها. وكذلك قول أبي زبيد:
لم يهب حُرمة النديم وحُقت ... يا لقومي للسواةِ السواءِ
أي: حُقت الحرمة أن تهاب
وقال: {فزادهم إيماناً} أي جمعُ الناس لهم. وقال: {ما زادهم إلا نفوراً} أي: ما زادهم مجيء النذير. فكل هذا فيه ضمير دل عليه ما تقدم.
وأما قوله تعالى {وقلن حاش لله} فإن (حاشا) لا يخلو من أن